فقد تناول الكتاب في فصله الأول البحث في مفهوم الخلافة
الإسلامية، والأسباب التي كانت وراء إلغائها، والمعيقات التي تواجه جهود إقامتها
مجددا، وناقش الكتاب في فصله الثاني موضوع الحاكمية، وموضوع وحدة الأمة، وموضوع
تعزيز الثقة بولي الأمر، وموضوع تنفيذ رسالة الأمة، في أربعة مطالب، وذلك للخروج
بمعايير أساسية مشتركة، يمكن الاستفادة منها في تحديد الملامح العامة لنظريات
إقامة الخلافة الإسلامية، التي تم طرحها من قبل الشخصيات والجماعات الإسلامية
المختلفة، ولتكون هذه المعايير الدعامة الأساسية لبناء الإطار العام الكلي لكل
نظرية، وأداة موضوعية للتعبير عن مدى تكاملها، ومقياساً موحداً تقاس به كل نظرية
من النظريات المطروحة.
وفي الفصل الثالث تم دراسة خمس نظريات
ــ كل منها في مبحث مستقل ـــ طُرحت لإقامة الخلافة الإسلامية، اشتق اسم كل منها
من الوسيلة التي يمكن انتهاجها لإقامة الخلافة، وهي النظرية المؤسسية، ونظرية
التربية والتنشئة، ونظرية التثقيف والتفاعل، ونظرية التربية والتصفية، ونظرية
الجهاد والقدوة.
وكان موضوع المبحث السادس من الفصل
الثالث، يدور حول تطور الفكر السياسي الإسلامي من الخلافة إلى الديمقراطية.
وخلص المؤلف إلى عدد من النتائج كان
من أهمها، أن دراسة موضوع إقامة الخلافة الإسلامية كان محور اهتمام العديد من
الشخصيات والجماعات والأحزاب الإسلامية، وكشف عن وجود عدد من النظريات التي تناولت
هذا الموضوع، وأن الفكر السياسي الإسلامي قدم إلى جانب هذه النظريات طروحات فكرية
متنوعة أسهمت في التشجيع على تبني نموذج الديمقراطية وانتهاج العمل السياسي وفقاً
لمبادئه.
ومن التوصيات التي خرج بها المؤلف، ضرورة العمل الجاد على إحياء الفكر السياسي الإسلامي، والعمل على تقييم النظريات والدراسات الناتجة عنه، وتشجيع الاتجاه الفكري السياسي الإسلامي الذي يسعى لتقديم حلول وطروحات تواكب التطور العصري للفكر السياسي العالمي، مع ضرورة تنقية النموذج الديمقراطي من المفاهيم السلبية التي تحد من اعتماده كنموذج حكم، وتوضيح الصورة الحقيقية لمضامينه السياسية، ومحاولة إجراء مقاربة فكرية معه من دون صهر الخصوصية الإسلامية المتمثلة في أصولها وثوابتها الشرعية.
رابط تحميل الكتاب وقراءته بصيغة PDF