15‏/01‏/2015

لأننا في بلد ديمقراطي


لأننا في بلد ديمقراطي فممنوع أن نفكر.

ولأننا في بلد ديمقراطي ممنوع أن نفهم.

ولأننا في بلد ديمقراطي ممنوع أن نعبر عن آراءنا.

ولأننا في بلد ديمقراطي ممنوع أن ننتقد.

والدليل على ما قلت انك إذا فكرت ستكتشف انك حجر على رقعة الشطرنج يحركك الساسة في البلد وفق رؤيتهم واتجاههم، ولا تملك من أمر نفسك شيء وحتى إن رأيت فسادهم وانحرافهم سيقنعونك انك يجب أن تقف في صفهم للحفاظ على نعمة الأمن والأمان بمعنى آخر إذا فكرت تخرج من قيودهم واستعبادهم وتسلطهم، ستعامل بالعنف والقوة وتعرض نفسك للمهانة وكل ذلك بحكم القانون الذي يسنونه لنا وهم أول من يتجاوزه.

أما إذا أردت أن تفهم ما يدور حولك ستكتشف انك تابع تدور في فلك تابع آخر يسيره عدوك كيفما شاء وهم سائرون في تبعيتهم يستنفعوا من عدوك على حساب مضرتك، وتجد أنهم يحرضوك ويقنعوك على أن تصدق أنهم أكثر الناس مهتمون بأمرك ويحافظون على أمنك وسلامتك.

أما إذا أردت أن تعبر عن رأيك إذا كان مخالف لعقائدهم ورؤاهم السياسية فتهمتك موجودة بموجب القانون تعكير الصفو مرة أو القدح مرة أو التحريض على الإرهاب مرة، وإذا كانت آراءك تعاكس هواهم ورغبتهم ستجد نفسك مُحارب حتى من عوام الناس الذين يقولون بما يقول به الحكام تقليد الببغاء.

أما إذا وصلت لمرحلة النقد للواقع أو نقد المنهج الذي يسيرون عليه وأردت أن تكشف زيفه فلن تجد من يسمع منك كلامك فكل وسائل الاتصال في صفهم دون صفك وفي خدمتهم دون خدمتك ولن تكون كل الأدلة والحجج والبراهين التي تعرضها سوى كلام لا يجد من يفهمه أو حتى يكلف نفسه أن يستعرضه في نفسه ويحاول أن يتحقق منه، فالقول قول أسيادهم وفهمهم للأمور لا يكون إلا في سياق ما يريده أسيادهم وان خالف الشرع من كتاب أو سنه ويتبجحون بادعاء أن فهمهم هم للكتاب والسنة هو الفهم السليم وان من خالفهم في تفسير الأحداث والوقائع الشرعية ذو فهم سقيم، حتى اقتنع المسلمون أو كاد وان يقتنعوا بان الإسلام دين الإرهاب وان كثير من قيم الإسلام يجب أن تتغير، وينظروا باستنكار وازدراء وعين كلها شك وريبة في دعوة أهل التوحيد لإعادة الحاكمية لله رب العالمين.