23‏/07‏/2014

النعامة



     يقال أن الصحراء الأردنية كانت مليئة بالنعام، ويذكر لورنس العرب في أعمدة الحكمة السبعة، انه في أثناء رفقته لعودة أبو تاية في صحراء الأردن، تناولوا من ضمن طعامهم بيض النعام المشوي، في دليل يمكن الاعتماد عليه في أن الصحراء الأردنية كانت موطن للنعام.

      ورغم اجتهادات الدكتورة عليا أبو تاية في مطلع الألفية الجديدة، لإعادة النعام للصحراء الأردنية من خلال جمعية البشرى، إلا أن الحظ لم يحالفها، فانقرض النعام من الصحراء الأردنية بشكل تام.

      وعلى الرغم من أن النعام طيب المذاق، إلا أن أكثر ما يؤخذ عنه ويعرف به انه طائر جبان وغبي، يدس رأسه بالتراب إذا أحس الخطر، رغم انه يفوق فصيلة الطيور بكبر الجسم، وعجزه عن الطيران، حاله حال الدجاج.

       وان انقرضت طيور النعام، ولم يعد لها وجود في البلاد، إلا أن النعام كثير، وبأجسام كبيرة، ومنازل كبيرة، وقدر كبير، وان كانت خالفت النعام في شكل أجسادها، لكنها احتفظت بصفاتها، فبقيت عاجزة وقاصرة عن الارتقاء والمواجهة، وتتخذ من المشاغل والسفر، بديل عن التراب تدس به رؤوسها، فطيور الباشق تحوم في السماء، فكيف لطيور النعام أن يسمع لها زمار، في زمن تمطر به السماء على أهل غزة موت وسموم، ولا يسمع تحت أنقاضها إلا الزئير.

20‏/07‏/2014

حمى الله غزة واعز أهلها


     منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشروع القوات الإسرائيلية بالمناورة العسكرية البرية على أطراف القطاع، في محاولة منها لإثبات قدراتها العسكرية للتصدي لأبطال غزة، وإلحاق أي نوع من أنواع الهزيمة بهم.

     فمن جهة تريد أن تهزم المجاهدين معنويا، بإرهابهم من عواقب التوغل البري في القطاع إن أصروا على موقفهم، واستمروا بإطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية، ومحاولة إثارة مشاعر الغضب تجاههم من المستضعفين من المواطنين، وقادة الدول العربية، الذين يرون أن أبطال المقاومة الفلسطينية جماعات متمردة، تسعى تلك القيادات النائمة في مستنقعات الانقياد للتخلص منهم، وكسر شوكتهم التي بات يُرى أنها أقوى مما توقعوا.

     ومن المؤكد أن الإسرائيليين يسعون خلال حربهم على قطاع غزة لهدم الأنفاق، التي استطاع المجاهدون حفرها، لتكون ممرات آمنه للتزويد والتنقل، يمكن استخدامها في وقت الحرب والسلم وفق طبيعة الظروف المحيطة، ورغم أن التكنولوجيا أداة طيعة في أيدي الإسرائيليين، إلا أنها لا تزال عاجزة أمام إصرار الأبطال المجاهدين في قطاع غزة.

     وإذا استطاع الجيش الإسرائيلي تدمير المساكن على رؤوس الفلسطينيين لرد اعتبار انهزامه وتخبطه أمام الغزيين، وإقناع العالم إعلاميا بأنهم ضحايا تهديد صواريخ الكتائب العسكرية في قطاع غزة، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يؤثروا في أبناء القطاع، بتحريض المواطنين في غزة بالسخط على المجاهدين، الذين جعلوا من القطاع رمز الصمود والجهاد الإسلامي، لكل المسلمين والعرب في كل أرجاء الدنيا، فانضمت الشعوب الإسلامية بقلوبها معهم، بعد أن خُذلوا من حكام اسقطوا من مصطلحاتهم النفير العام، وان كان كبريائهم أدنى من أن ترقى له صرخات المستغيثات، فلم نسمع مستغيثة تقول يا (ع) ولا يا (س) فهم اقصر من أن تصل لهم تلك الصرخات.

     ستبقى غزة وان دمرت مساكنها رمز الصمود والكبرياء وتاج الجبين، وسيبقى أبطالها أهل العزة ورمز البطولة، حمى الله غزة واعز أهلها.

14‏/07‏/2014

خذلان القادة لأبطال غزة


      إن الخذلان الذي يواجهه أهل الصمود في غزة من القادة العرب متكرر، بل وان أهل غزة اعتادوا عليه، فالزعامات العربية تتقرب للصهيونية في رمضان، بقبول الاختبار السنوي الإسرائيلي للقدرات القتالية، لأبطال فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، فالمعلوم أن حالة الحرب بين أبطال فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وإسرائيل، هي الحالة السائدة، بعد تخلي مصر عن القضية الفلسطينية باتفاقية سلام، وبناء علاقات سلام وعلاقات مصالح اقتصادية مع إسرائيل، وسارت الأردن على ذلك النهج أيضا.

      ويشكل استعداد وتأهب فصائل المقاومة الفلسطينية الدائم، للمواجهة مع القوات الإسرائيلية، نقطة قوة كبيرة لفصائل المقاومة في القطاع، حيث تعمل هذه الفصائل على تطوير إمكانياتها القتالية، المتمثلة بتطوير صواريخ محلية الصنع، تستطيع أن تصل إلى المناطق السكنية الإسرائيلية، ويعد هذا النجاح بالنسبة لمنطقة محاصرة، من العرب قبل الصهاينة انجاز كبير، واستطاع أن يخلق نوع من الرعب لدى الإسرائيليين، سواء كانوا مواطنين أو صناع قرار.

     وتأتي هذه الحرب الموسمية من قبل الإسرائيليين على قطاع غزة، لاستكشاف التطور في القوة التي تملكها فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، ومن المؤكد أن آثار الحرب على غزة، لن تكون على مواقع الفصائل الفلسطينية بشكل محدد، بل إنها تتسع لتصل إلى البنية التحتية في القطاع، وتدمير المساكن، وتصل أيضا إلى التأثير النفسي في الأشقاء الفلسطينيين سكان القطاع، و الضفة، وخلق رأي عام عالمي يدين فصائل المقاومة، لصرف توجه فصائل المقاومة عن تطوير وسائل وأدوات المقاومة العسكرية، والانصراف لتأمين الاحتياجات الاقتصادية للمواطنين الفلسطينيين سكان القطاع.

     وإذا كانت حالة الحرب، بين فصائل المقاومة الفلسطينية، والعدو الإسرائيلي، هي الحافز الأكبر في تنمية القدرات العسكرية، لفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، فان مواقف القادة العرب من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعد مرآة حقيقية لاستقلال هؤلاء القادة بقراراتهم، ومدى شجاعتهم في تحمل مسئولياتهم تجاه شعوبهم، حيث لم تزد مواقفهم عن سجع الحناجر حتى الآن.

     فالوقفة المشرفة التي سجلها التاريخ الحديث، وتحسب لقائد عربي مع الأشقاء في غزة، كانت للرئيس المصري محمد مرسي، الذي تمخضت مصر من بعده فولدت السيسي، وليتها ما أنجبت ولدا.