نشرت صحيفة صوت البادية الالكترونية على
صفحتها رسالة، أشارت إلى أنها أرسلت إليها بدون عنوان، وان هذه الرسالة جاء في آخرها
"أحرار قبيلة الحويطات".
وفي قراءة للرسالة تجد أن كاتب
الرسالة يستعرض النسب لقبيلة الحويطات، ويتحدث عن دولة لم تكن موجودة ولا حتى في
الخرافات والأساطير، ثم تتحدث الرسالة عن شرط سري كان مدرج في مباحثات ضم الأردن
لمجلس التعاون الخليجي، ينص على اقتطاع 200 كيلو متر من الأراضي الأردنية لصالح
المملكة العربية السعودية، على اعتبار أن هذه الأراضي تشكل مطمع اقتصادي للسعودية
في المنطقة، ثم يتحدث كاتب الرسالة عن ولادة حركة معارضة ويصفها بشبه السرية هدفها
تحصيل الحقوق للمشاركة في السلطة، ويردف قائلا أننا أبناء قبيلة عريقة وأننا
عانينا الأمرين تحت وطأت الحكم الهاشمي، ثم يرفع كاتب الرسالة المجهول شعار المطالبة
بضم مضارب قبيلة الحويطات إلى الحكم السعودي، وينادي برفع العلم السعودي على
المنازل، هروبا من مواجهة نتائج الربيع العربي، ويتنبأ بانهيار الدولة الأردنية،
وان مخططات الوطن البديل تحصيل حاصل، وان البلاد تحت وطأت الانحلال القانوني، وبين
براثن الفساد.
وإذ أرد على هذا النكرة
والمجهول، كاتب الرسالة بقولي له، أن قبيلة الحويطات والتي كانت أول القبائل الشرق
أردنية استقبالا وحفاوة بالحكم الهاشمي للمنطقة، أبان فترة تأسيس الإمارة، كانت
وما زالت تقدم الولاء والطاعة للملوك الهاشميين، من منطلق أن في أعناق أبناء قبيلة
الحويطات بيعة للحكام، وأنهم يرعون هذه البيعة، وأنهم خير من يصونها ويعطيها حقها،
فالانقياد والطاعة للحكام الهاشميين نقر بها امتثالا لأمر الله بطاعة ولي الأمر، قال
تعالى (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، وامتثالا
لقول النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يرويه البخاري في صحيحة، عن عُبادة بن الصامت
قال: "بايعنا رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على السمع والطاعة في المنشَط والمكرَه، وأن
لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم - أو نقول- بالحق حيثما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم".
وقوله صلى الله عليه وسلم " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ
عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلاَّ مَاتَ
مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)، كما ويأتي موقفنا هذا، حرصا
على امن البلاد والعباد، ووحدة الكلمة والصف لكل الأردنيين.
وأما إن كانت تتيه بك أفكارك
أيها الكاتب المجهول، ولا تسعفك حكمتك في التعامل مع مجريات الأحداث، فهذا شأنك وقصر
في بصيرتك، لا نشد فيه على يدك، فأبناء قبيلة الحويطات تتعامل مع مجريات الربيع
العربي على الساحة الأردنية بالحكمة والبصيرة التي تفتقدها أنت، فموقفنا واضح
وصريح ومعلن، ولا نختفي في ضل ولا نزوغ في عتمة، فنحن مع الموقف الوطني لكل
الحراكات الشعبية في مختلف مناطق المملكة، في ضرورة محاربة الفساد ومعالجة
الاختلالات الحكومية، سواء في تشكيلها أو صلاحياتها، أو في تغول الجهات الأمنية
عليها، ومع التوجه بان يكون من تسند إليه إدارة شؤون البلاد من أهل الإصلاح، وان
يكون محل توافق لكل التيارات السياسية، ليكون اقدر على التعامل مع أزمات البلاد
بحكمة وعزم وقوة، انطلاقا من قول الله تعالى (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ
الْقَوِيُّ الْأَمِين)، وأما موقفنا من الوطن البديل، فالحويطات احرص على حقوق الأشقاء
الفلسطينيين بحق عودتهم إلى وطنهم، وتحرير أرضهم من العدو الغاصب الذي استباح
البلاد ودماء العباد، من تجار الأوطان وسماسرة السياسة، ووقفة أبناء قبيلة الحويطات مع الأشقاء
الفلسطينيين، وقفة كلها شرف وعزة منذ فترة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية،
مرورا بأحداث أيلول الأسود، والوقفة الشجاعة للقائد البطل مشهور حديثة الجازي،
الذي كان الصوت الوحيد الذي كان ينادي بالتعامل السلمي مع الأحداث، الأمر الذي افقده
منصبه وجعله رهين اعتقال منزلة، وفي الحاضر تجد أن أبناء قبيلة الحويطات لا تضمر أي
تفرقة أو عنصرية في التعامل مع الفلسطينيين، الذين كُتب عليهم أن يكونوا في بلادنا
لاجئون، بل إن معيار التعامل معهم "أخ كريم وابن أخ كريم".
وأما فيما يخص دعوتك المشبوهة في ضم مضارب
الحويطات للمملكة العربية السعودية، فان كنت تتاجر بحشو بطنك، فالأنفة للحويطات
رمز، وكبريائهم لا يسقط أمام أحلامك المخملية، وأما إن كنت باحث عن امن وأمان،
فاعلم أنها نعمة من الله يمن بها على عبادة، وان أبناء قبيلة الحويطات رجال الحرب
والسلم، وما يعصى على احدهم القدرة على حماية دمه وعرضه وماله.
وختاما إن كنت تتكلم باسم أحرار قبيلة
الحويطات، فأقول لك إن قولك مردود عليك أنت ومن يشد على يدك، واعلم أن من يريد أن
يتحدث باسم قبيلة عريقة أن يعرف بنفسه، ومن كان عنده رأي فليبده لنا، فكل رجل يؤخذ
من قوله ويرد عليه، ولكن هذا لمن يملك الشجاعة، والجرأة، وقوة الحجة، والانتماء
الحقيقي لهذه القبيلة، أما من يختفي وينعق فماله عندنا إلا الزجر والتوبيخ.
ثم إني أقول: أننا نقف من كل الآراء والأفكار
والمعتقدات السياسية، التي يعبر عنها أبناء الأردن موقف المتعقل، فنسمع لهم ولا
نحجر على أفكار أي منهم، فمن رأينا بقوله حق نشد على يده، ومن رأينا بقوله ما
يخالف رأينا، قلنا هو رأيه نحترمه ولا نشكك بوطنية أردني ولا نرميه بعار العمالة،
وحجتنا أن حرية التعبير حق للجميع، ولا يضرنا أن خالفنا رأي، وكمثال على ما أقول،
نحترم في الدكتور احمد عويدي العبادي أصالته ووطنيته، ونخالفه فكره السياسي، ولا
نقول في حقه غير انه وطني رغم انف من أبى عليه غير ذلك، ونقول في ابن باديتنا علي
الدماني أردني الأصل والطبع والهوى، ووطني أردني بامتياز، رغم مخالفتنا فكره
السياسي، ونقول في التيار 36 مثل ذلك، فرغم أخذنا عليه تشدده في نقد النظام، إلا أننا
نقول أن أعضائه أردنيين الطبع والتطبع أصيلين العرق والنسب، ولا نقول عنهم إلا
خيرا، وهذا فكرنا أن نستوعب الجميع ما داموا يتحدثون في العلن، فحريتهم مصونة،
ورأيهم وان خالف رأينا لا يعني أن نناصبهم العداء، فواجبنا نحوهم الاحترام،
وواجبهم نحونا مبادلتنا نفس الشعور، ما دام الهدف السامي للجميع خدمة الأردن وصون
حماه وممتلكاته من عبث العابثين، مهما كان تنفذهم، ومهما كانت أيديهم طائلة.
هذا ردي على من يتستر بثياب أحرار الحويطات،
واشك أن يكون منهم، حمى الله الأردن، بلد الحشد والرباط، وألف بين قلوب بنيه، وكفاه شر الفتن.
كايد الركيبات – الحويطات
رابط المقال على صحيفة صون البادية