31‏/03‏/2012

إصرار الطفايلة وعِناد الحكومة


     يبدوا أن الحكومة وقعت بما تحذر، وتورطت بدخول معركة خسائرها اكبر بكثير من مغانمها، ففي الفترة التي رأت بها أن اعتقال مجموعة من الشباب النشطين في الحراكات الشعبية بتهمة إطالة اللسان سيعمل على تقليص المشاركة في الحراكات الشعبية، وسيجعل من الأهالي مصدر مُعين للحكومة بقيامهم بالحد من مشاركة أبنائهم في فعاليات الحراكات الشعبية المختلفة، خوفا عليهم من الوقوع في قبضة الأجهزة الأمنية، ثم الزج بهم في السجن نتيجة إطلاق شعارات ومطالب كانت في الزمن السابق تعد من الكلام السياسي المحرم الذي يذهب قائله وراء الشمس، ولا يعلم عنه خبر طيلة فترة التحقيق وحتى تشافيه من أثار التعذيب، ثم يُكتشف بعد ذلك انه بضيافة احد الأجهزة الأمنية، ويقدم للمحاكمة ويقبع في السجن.

     إلا إن تجربة الحكومة باعتقال شباب الطفيلة جعل من أحرار الطفيلة أن يسمعوا الحكومة ما تكره أن تسمعه، واخذوا يهزجون ويرقصون ويدبكون أمام ناظريها ويسمعوا من ورائهم كل العالم ما يريدون أن يقولوه، فالهيبة والخطوط الحمراء لم تعد تعني لهم شيء، وشعارات الفداء أصبحنا نسمع أنها كذبة، والولاء أصبح الناس منه براء، ولم يعد من يقود مسيرة ولاء لمناكفة مسيرة الإصلاح التي يقودها أبناء الطفيلة، وحتى الحركات الإصلاحية الأخرى بدأت تتضامن مع معتقلي الطفيلة، ومع أحرار الطفيلة، وأصبح خطاب أحرار الطفيلة يطغى على خطاب الحكومة ومؤسساتها الأمنية، فالقوة الأمنية التي تملكها الحكومة تواجهها قوة شعبية كل يوم تزيد أعدادها وترتفع مطالبها.

     واليوم نرى أن كل أدوات الدولة أصبحت عبئا عليها، فمجلس النواب الذي يعتبر من أهم أدوات الدولة وأملاكها فعليا، وان كان بالاسم وإعلاميا يقرر باسم الشعب، تستثمره الحكومة لتمرير القوانين وتستير الفضائح، وبالمقابل يقبض الثمن امتيازات حتى الموت، أما الإعلام الرسمي فحاله حال يزري ويذكر بهالة المصراطي، ففي ظل الاتصال الحديث لم يعد من أراد أن يسمع كلام أم مجدي القبالين، أو كلام أم سائد العوران، أو يشاهد دبكة الفساد على باب الجويدة، أو أمام هيئة مكافحة الفساد، أو أمام مجلس النواب، أن يفكر بمتابعة التلفزيون الأردني، فاليوتيوب موجود وبلا قيود، وهو من يسجل التاريخ بالصوت والصورة، وبعده تأتي الحكومة وتقول هيبة وخطوط حمراء.

     دولة الرئيس آن الأوان للجراحة الكبرى، فإما أن يُستأصل الورم الخبيث، وإما أن نفقد كل شيء، وآن الأوان لأن يسند الآمر لأهله، كفانا فساد كفانا فوضى كفانا مكافآت على حساب الوطن لأشخاص تفننوا بخراب البلد، كفانا تخاذل عن نداء الإصلاح، فالإصلاح قادم شاء من شاء و رغم أنف من أبى، فأنت اليوم صاحب الولاية العامة التي ألزمك بها الدستور، ولا تخرج من الوزارة وتقول بعدها كنت دمية بيد الأجهزة الأمنية ويد أعلى من يدي وكنت رئيس بالاسم، فأنت أول المعنيين بتنفيذ رؤية الإصلاح، وفي الفترة التي ترى انك لا تدري ماذا يجب عليك أن تفعل، ارحل إلى لاهاي، ودع غيرك يأتي عسى أن يحسن صنع شيء ينقذ البلاد من الدخول في دوامة الصراع الشعبي والأمني، لأن الحكومات إذا اخترقت شعوبها الخطوط الحمراء التي تحصن نفسها بها، ستلجأ لقمع الشعب بالحديد والنار لتخلد على كراسي السلطة ووراثة العز، ولنا بمن سبقنا عبرة فالشعوب الثائرة لا تتراجع والحكومات لا تخلد.

27‏/03‏/2012

الله يعدينا شر خلافهم


     قد يكون الخلاف الحاصل بين النواب والأعيان على اقتسام الغنائم قبل الرحيل والخروج بأكبر قدر من المكاسب، ذو نتائج ايجابية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، فعلى الصعيد الاقتصادي قد تنجو الخزينة من التزامات مالية شهرية تتمثل بالرواتب التقاعدية للسادة النواب والأعيان السابقين والحاليين والقادمين، والتي لاشك إنها تعتبر ثقل مالي إضافي على الخزينة، في ظل ظروف اقتصادية خانقة تعصف بالبلاد ولا يمكن معها إقرار مثل هذا المشروع، فيما لو نظر السادة النواب والأعيان إلى اقتصادنا بعين الرحمة والشعور بأدنى حدود المسؤولية المطلوبة منهم.

     أما على الصعيد السياسي، فقد تنتصر نزعة الغضب عند السادة النواب إلى تعديل دستوري يقضي بأن يكون مجلس الأعيان مجلس منتخب من الشعب، وهذا إلى جانب كونه مطلب نيابي لغايات لوي ذراع مجلس الأعيان الحالي لإجباره على رد القانون المؤقت للتقاعد، الذي حرمهم من امتياز الراتب التقاعدي إلا انه مطلب شعبي بامتياز.

     وقد تكون هذه المناكفة بين المجلسين صحية من المنظور العام، ولكن المخاوف من أن يكون السبيل لإنهاء الخصومة بين الطرفين تحميل الخزينة أعباء إضافية ثمن إرضائهما، لاسيما وان الحكومة الآن بحاجة ماسة لكسب عطف مجلس النواب  لتمرير قانون الانتخاب، الذي يُخشى أن يولد معاق أو به عاهة، فالعشائرية تبحث عن التمثيل العشائري، والأحزاب تبحث عن السلطة، والحراكات الشعبية تبحث عن الفساد، وتلاحق المفسدين بأصواتها بعد أن أخذت الحكومة على نفسها عهدا بتكميم الأفواه، وقطع الطريق وعرقلة المساعي التي ستؤدي بالمفسدين إلى السجون بالأدوات التقليدية والسلطة التي تملكها.

     فكانت الأمنيات أن تكون دواعي الخلاف بين المجلسين نابعة من الإحساس الوطني والحرص على المصلحة الوطنية، لا أن يكون الخلاف لغايات الضغط باتجاه تحقيق المصالح الشخصية والضفر بأكبر مغنم من الكرسي قبل النزول عنه، فمن غير المعقول أن الشعب في ظل انتخابات نزيهة وشفافة سيعيد النواب الحاليين إلى تلك القبة، التي تشتكي من عقوق سكانها لوطنهم، فالشعب الذي يوقعوا ويكتبوا خطاباتهم باسمه سلبهم الشرعية، ولم يعد يعترف بتمثيل النواب للشعب غير الحكومة التي تملي على السادة النواب إرادتها ورغباتها وحتى أحلامها في القرارات الحساسة وتترك لهم استعراض العضلات في القضايا الهامشية وغير ذات الأهمية.

     السادة النواب لا يزال ملف انجازاتكم مفتوح ولا تزال الأقلام تكتب هذه الانجازات التي سيسجل لكم التاريخ أنكم أبطال مهازله فكبواتكم تتوالى وأثبتم أنكم لستم خيول سبق بل نعم المقصر فإذا لم تنادوا للوطن برفعة فلا تسلبوه امتيازات ستكون وقود يحرق ركام كرامة ما تبقى من بطولاتكم الخيالية التي لا يراها غيركم والتي تثبتون من خلالها كل يوم أنكم عبء على هذا الوطن ومصدر تأزيم للمواقف ونعم من يخيب الأمل وقبل خروجكم بجواز احمر اعلموا أنكم خرجتم بسواد الوجه.

25‏/03‏/2012

هل سيكون هل سيقبل


     هل سيكون عام 2012 عام تغيير في الرؤية الرسمية الأردنية، هل ستنقلب السياسة على نفسها وتعود الديمقراطية المغيبة من 1957، هل سيكلف الملك أمين عام الحزب الفائز بالانتخابات البرلمانية، إن جرت كما هو مأمول هذا العام بتشكيل الحكومة، هل سيكون في الأردن حكومة حزبية تراعي النسيج الاجتماعي والتركيبة السكانية، هل الحكومة ستكون باثني عشر وزير وتحمل على عاتقها عناء استعادة الولاية المفقودة، هل ستكون الأولوية في توجيه التجنيد العسكري لخدمة القوات المسلحة بدلا من تضخيم أعداد الأجهزة الأمنية من درك وأمن عام وبادية، وإعطاء البعد الأمني الداخلي حجمه الحقيقي بدل من المبالغة الحالية التي تشعر بأن الخطر الداخلي اكبر من الخطر الخارجي.
     هل سيقبل الملك بأن تدار الدولة من خلال مجلس وزراء، يتحمل كامل المسؤولية الوظيفية والأخلاقية لنتائج أعماله وقراراته حسب مقتضى الدستور، هل ستتمكن الحكومة المقبلة من استعادة الأموال المنهوبة وملاحقة الفاسدين، هل ستتمكن الحكومة المقبلة من إنقاذ البلاد من خطر الإفلاس، في ظل عجز موازنة ومديونية واحتجاجات شعبية مناهضة لأي قرار من شأنه زيادة الضرائب أو الرسوم على الطبقة الكادحة، التي تعتبر مصدر تمويل خزينة الدولة الأول.
     هل ستقبل الأجهزة الأمنية أن يكون مصدر القرارات الإستراتيجية من الساسة المدنيون، ويقتصر دور الأجهزة الأمنية على الإشراف المهني على التنفيذ في حدود الاختصاص، هل سيقبل كبار المسئولين في الديوان الملكي أن يكون دورهم استشاري، وتكون قراراتهم معلق تنفيذها بموافقة مجلس الوزراء، هل سيقبل المتنفذون الذين لا يوجد لهم أي صفة رسمية بالدولة ويسرحون ويمرحون كيفما رغبوا أن تقيد حرياتهم، هل سينتهي زمن تحقيق الرغبات وعهد التوريث للوزارات والنيابة والوظائف العليا في البلاد، هل ستكون المنح والبعثات خاضعة لسلطة التنافس الشريف بدل المحاباة والواسطة.
     هل سينتهي زمن القيادات العبقرية الفذة والذين يسعون لتحقيق أمجادهم بخراب البلاد ودمارها، بمشاريعهم العملاقة الفاشلة، هل ستنتهي عمليات غسل الأموال وتنتهي سلسلة الخداع على البنوك بعمليات الاقتراض والتسهيلات البنكية عديمة الضمانات.
     هل سيقول الملك نحن جادون في مسيرة الإصلاح وعلى الحكومة والأجهزة الأمنية السمع والطاعة والتنفيذ، بدون أن نسمع أن هناك من يعارض الإصلاح بالسر أو بالعلن، الملك محصن من المسائلة ولكن غيره لا، فالمملكة لها ملك واحد، ولها نادي رؤساء وزارات سابقين، ولها جيوش من المتنفذين، يجب محاسبة من يعيق طريق الإصلاح منهم، هذا إذا أردنا أن نبقي على من تبقى ممن يخرج في مسيرات الولاء، فالعام الماضي كانت مسيرات الولاء تحيط بدوار الداخلية وهذا العام لم يزد عدد المشاركين في مسيرة الولاء على بضع عشرات، العام الماضي كان أحرار الطفيلة خارج السجون وهذا العام أبناء الطفيلة على الدوار، العام الماضي كان أبناء معان يطلقون النار في الهواء فرحا بتحرير الدوار، وهذا العام وفي ذكرى 24 آذار وعلى نفس الدوار يقول أبناء معان إحنا معاكم يا أحرار الطفيلة.
     الأمور بحاجة إلى بعد نظر من كل المستشارين والوزراء والمقربين من سيد البلاد ونقل الحقائق كما هي وعدم المراوغة والتظليل فالبلاد لازالت بخير ولا يوجد ما يمنع من المضي بالإصلاح وان كانت ذكرى 24 آذار مرت على خير فنرجو أن تمر ذكرى هبة نيسان على خير ويمر أيضا هذا العام على خير.

21‏/03‏/2012

اليوم يومكم يا نشامى الجمارك



     هذه رسالة إلى كل النشامى المرابطين على حدود الأردن من أجهزة أمنية و جمارك فالوطن الآن بحاجة إلى وقفتكم الشجاعة أكثر من أي يوم مضى فالظروف المحيطة تنذر بالخطر، فاليوم الأردن مستهدف ليغرق بالفساد وليغرق بالمخدرات التي ستمرر للأردن بقصد تدمير أبناءه ثمن موقفهم بجانب الإخوة العزل الذين اعمل فيهم الأسد سيفه وخنجره قتلا وتشريدا.
     فالزملاء في الجمارك الأردنية المطلوب منكم أكثر بكثير مما توجبه عليكم التشريعات القانونية والرسمية المنظمة لشؤون العمل الخاصة بكم، وانتم لها أيها النشامى، نعم لا يخفى أن المشاكل التي تحيط بكم لا يمكن تجاهلها وتعاظمت وبلغ السيل الزبى، ولكن انتم خير من يجيب نداء الوطن، فمهمتكم اليوم حماية الأردن وأهله شيبا وشبانا وأطفالا، وإلا فان أسواقنا ستباع فيها الحبوب المخدرة كما تباع العلكة بفعل شياطين الإنس الذين يتصيدون لكم ضعفا أو فتور همة.
     نعم انتم الأمناء على شعب يدفع ثمن النخوة ويعتز بها ولو أفقدته ما يملك، مشاعرنا معكم ونؤمن بأن مطالبكم بالأمن لأنفسكم ضرورة لا يمكن لمسئول أن يتجاهلها، وإدارتكم وان جارت عليكم فالتمسوا لها عذرا فالظروف اليوم تشق عليهم كما تشق عليكم، والمطلوب منهم أضعاف ما يطلب منكم، نعم انتم سياج الوطن الأمني الاقتصادي، وبقوة قبضتكم الأمينة سيكون الأردن محصن من شرار الناس ومن المهربين ومن تجار المخدرات.
     نشد على أياديكم ونرجو لكم من الله العون، فالوطن اليوم يطلب منكم تأجيل النظر في مشاكلكم إلى أن يعدي الله هذا الوطن المحن التي ألمت به وبعدها يكون لكل حادث حديث فالصبر الصبر أيها النشامى، فضعفكم يعني الكثير من الدمار والخسائر التي لا تحمد عقباها، واثبتوا أنكم دائما طيور شلوه وفرسان هذا البلد وأسوده.

13‏/03‏/2012

غزة والمطرقة الصهيونية


    أكبادنا تحترق غضباً، وعيوننا تنهمر دمعاً، ونفوسنا امتلأت أساً، والحزن نصب في القلوب خيامه، على حالك غزة هاشم، فالصهاينة  امطروكي قذائف الموت، وزعامات العرب تخالجها الأحلام بإحياء مفاوضات السلام.


    فيا ملوك العرب ويا رؤسائهم  وساستهم، شعب غزة لا يريد مع الصهاينة سلام، وشعوب العرب كلها تشد على أياديهم، فلماذا الاجتهاد بإخراج الميت من البلى، فالصهاينة لا يرون في السلام لهم مصلحة ولو كان ذلك لأرغموكم عليه، فمن الجنون أن نصدق بأن الصهاينة سيسمحون بان تكون غزة أرض السلام، ومن الجنون أن نصدق أن الصهاينة عما طالت أياديهم من أرض فلسطين سيرجعون، تحت ضغط المفاوضات التي متى رغبوا سايروكم لها، ومتى كانت رغبتهم وقفها لم يستأذنوكم متى الوقت المناسب لذلك.


     فلا ادري أيستغفلكم الصهاينة ويخادعونكم بهذه المفاوضات العقيمة، أم إنكم انتم من يستغفل شعبه بهذه المناورات بين حين وآخر وتخدرون أعصابهم بهذا المسير، كلما أجج الصهاينة الأحداث وعاثوا بغزة أو الضفة قتلاً وتنكيلاً وتخريبا، ولازلتم تتنازلون وتتنازلون حتى أصبح موقف المحتل أقوى من موقفكم، فضاع حلم إخوتنا وقويت شوكة عدونا بتقهقركم فأصبح الجبان في هذا الزمن يوصف بأنه الحكيم وذو الرأي السديد.


     أيكفي منكم مقابلة قتل إخوتنا بشجب واستنكار وجيوش العرب تصطف للاستعراض و للمراسم وتحية الزعماء، ومن منكم يصدر لهذه الجيوش أمرا فلا يكون أمره إلا لقتل أبناء شعبه، فتجييش الجيوش ما عاد إلا لحماية الكراسي، لا إلى رد الأراضي المغصوبة من شعوب لو تركت لكانوا عصابات تُخرج الصهاينة من البلاد، ولناضلوا ورأيت منهم من فنون الاستماتة لأجل الشهادة العجب العجاب، وتاريخ أجدادهم يشهد على ذلك، قبل أن تأتوا انتم إلى كراسي الحكم وتقتلوا فيهم كل همة، و ألهيتموهم بشتى فنون المرافه وألوان الترف، ليغرقوا ويقدسوا الدنيا وحياة المجون، ويتركوا إخوتنا يصارعون المنايا، ونحن نقف من ورائهم دعاة سلام ومرجفون.


     نعم يا زعماء العرب إنا لا نرى فيكم من عنده لتحرير الأقصى ووقف سفك دماء إخوتنا همة، فرغد العيش الذي انتم به يمنعكم من التفكير في دخول ساحات الوغى، فليس فيكم من يعول عليه باسترجاع كرامة الأمة، فكلكم على نفس المنوال تغزلون وبالإمكانيات تتحججون وعلى إضعاف عقيدة شعوبكم حريصون، فكلكم ينظر إلى أشلاء بني الأمة ولا يعير للقضية أي أهمية، فإذا كانت حيلة الشعوب المقهورة منكم ومن بني صهيون الحوقلة، فحيلتكم شجب واستنكار وياله من ضعف على رؤوس الأشهاد به تقرون، يأبى الكريم أن يهان جاره ويأبى زعماء العرب أن يغضبوا الصهاينة في كلمة، فما رأى منكم بني أمتكم إلا أنكم جبابرة الأرض في قمعه، ورجال الحكمة مع أعدائه، فان كنتم تضنون أنها حكمة وفنون سياسية وتطربون لها، فان شعوبكم تسمي ذلك خيانة أمة وجبن زعيم ضعيف الهمة.


     فابشر أيها الصهيوني الغاصب فزعماء الأمة يدينون لكم بالطاعة وحريصون على مصالحكم أكثر منكم، وجيوش الأمة قادتها أبطال أبطال ساحات الاستعراض على مهارتهم تشهد، وطوابير الأركان كل صباح تشهد للعسكر بأن الأوطان مصان حماها بسواعد أبناء الأمة، فالقائد يبحث عن منصب والجندي أصبح في الجيش موظف عن غير الراتب لا يبحث، قتلوا فيه حميته وتركوه يشغل تفكيره في نعله أكثر من تفكيره في خدمة وطنه.


     نعم يا زعامات الأمة فأسود غزة هاشم لا يريدون منكم غير مدهم بالسلاح ونصرتهم في قضيتكم وقضيتهم، فهم اسود الميدان، ولا تضعوا لهم العقبات ودعوهم يبقوا فصائلهم كما هي، فمعركتهم مع الصهاينة تتطلب ذلك، وقليل الحيلة منكم عليه أن يلزم صمته ولا يتاجر بقضيتهم، وانسوا مدريد وأوسلو وانسوا الرباعية الدولية، واتفقوا على أن تحيوا في هذه الأمة عزتها، وتعيدوا لبنيها كرامتهم، فاخلعوا يا زعامات الأمة ثوب المهانة والذلة عفوا اقصد ثوب السياسة والحكمة، فالقوة ند للقوة، والكلمة في وجه المدفع لا تنفع.

09‏/03‏/2012